loading

المرأة السامة

  • 168 Views
جلوريا راميريز “المرأة السامَّة” الواحد يسمع عن أكلَة سامَّة، مشروب سامّ، سِم بيور، إنما إنسان سامّ؟! جديدة دي. بس الحقيقة إنها مش جديدة، دي قديمة و عَدى عليها حَبَة حلوين كمان. تعالى أحكي لَك عن سِلاح بشري صُنع الطبيعة و الغموض؛ ست إسمها جلوريا راميريز كانت عايشة في ريفرسايد في ولايِة كاليفورنيا؛ متجوزة و عندها طفلين و كانت مصدر سعادة لكل اللي حواليها. لحد يوم 19 فبراير 1994 و الحال إتغير 180 درجة، مش بس بوافاتها، ياريتها كانِت ماتِت في سلام و هدوء كانِت هاتبقى إرتاحِت. اللُغز كان (هي إزاي ماتِت؟).. في البداية كانِت جلوريا بتعاني من تسارُع في ضربات القلب، و إنخفاض في ضغط الدم، يادوب كانِت قادرة تتنَفِس و تجاوب على أسئلِة الدكاترة، كتَّر خيرها. اللي كان سبب في تدهوُر حالِتها الصحية كده هو إصابِتها بِسرطان في عُنُق الرَحِم، و اللي كان مخلي حالِتها غريبة فِ نظر الدكاترة هو إن سِنَها وسط كل ده 31 سنة بس.! مُحاولات الدكاترة إنهُم يخلوا حالِتها أهدى كانِت فاشلة، جربوا حَقنها بالمخدرات عشان مؤشراتها الحيوية تتظِبِط لكن حالِتها كانِت أقوى من المخدرات. بدايِة الغموض في حالِتها لما الممرضات شالوا القميص من على جسمها، عشان يِوَصَلوه بالأجهزة الكهربائية، و لاحظوا لَمعان زيتي على جِلدها و دي كانت حاجة غريبة و مش منطقية، الأغرب إنهُم شَموا ريحِة فواكِه و ثوم خارجة من بُقها، ولما حاولوا يحقِنوها تاني في دراعها عشان ياخدوا عَيِنِة دم، ريحِة دمها كانت زي الأمونيا و فيها جُزيئات بلون المانيلّا. الحالة ماكانِتش بتدَهوَر على قد ما كان في أعراض غامضَة و مش مفهومة بتظهر فجأة بشكل مش منطقي. 6 أشخاص كانوا في مُناوبَة على حالِة جلوريا؛ كلُهم بلا إستثناء إتصابوا بأعراض غريبة مُرتبطة بالمريضة، إغماء، ضيق تنفُس، غثيان و شلل مؤقت؛ و مازال الغموض سيِد الموقِف و ماحدِش فاهم حاجة و إيه اللي بيحصل.! إتوفِت جلوريا و سابِت وراها غموض و حيرَة في المستشفى بين دكاترة مش فاهمين، ممرضين و ممرضات مُصابين بأعراض مجهول مصدرها. المستشفى كَلِفِت مجموعة طبية يدخلوا الغرفة اللي حصل فيها كل ده، عشان ياخدوا عَيِنات و يدوروا على أي مصدر لأي غازات سامَّة ممكن تبقى سبب فاللي حصل، أو أي شيء خطير يشاور على أي سبب وجيه؛ لكن الغموض إستمَر و مالاقوش حاجة. الجُثة إتحطِت في نعش من الألومُنيوم من غير تشريح، لحد ما يشوفوا الست دي فيها إيه قلب الدنيا كده، واللي كان مصعَب الأمر إن ماحدش من الدكاترة أو الممرضين بيقرب منها غير لما يُصاب بالأعراض الغير مفهومة دي، إلا لو كان لابِس بدلِة الإجراءات الإحترازية. تُعتبَر جُثِة جلوريا أول جُثة تتشرَّح 3 مرات بعد موتها؛ الأولى بعد 6 أيام من وفاتها، التانية بعد 6 أسابيع و الأخيرة قبل دفنها مباشرةً، و كأن وفاتها مُسلسل من مُسلسلات نِتفليكس.! بعد التشريح و تحاليل كتير إكتشف الدكاترة إن كان في علامات على وجود “التايلونيل و الليكوداين و الكوديين و كمان التيجان” في جسمها، و التيجان ده هو مُضاد للغثيان، لما بيدخُل الجسم بيتحلِل لِأمينات، و ده كان تفسير وجود ريحِة الأمونيا لإنها مُرتبِطة بالأمينات. تقرير عِلم السموم أفاد إن جسمها كان فيه كميات كبيرة جدًا من “ثُنائي ميثيل السلفون” في الدم و الأنسِجَة، و من الطبيعي وجوده لكن مش بالكمية دي؛ لدرجِة إن رغم إختفاء المادة دي من جسم المريض خلال 3 أيام بس، إلا إنه فِضِل موجود لأكتر من 6 أسابيع.! و أخيرًا إتشخصِت جلوريا إنها توفِت بسبب قُصور في القلب، بسبب فشل كَلوي نتيجِة إصابِتها بسرطان عُنُق الرَحِم. و كَ إجراء إحترازي قبل الوصول للتشخيص النهائي و المنطقي عشان مايحصلش مخاوِف و حالات إغماء تاني، أفرَج المسؤولين عن جُثِتها عشان يتعمِل لها جنازة. نِدفِنها و نترحَم عليها و نسكُت بقى؟ لا.. أهلها جاتلُهم حالة من الغضب و هاتَك يا لوم و عِتاب على الظروف المؤسِفة من المستشفى، المستشفى اللي كان ممكن كل اللي فيها تصيبهُم لعنِة الغموض اللي إتسبِبِت فيها جُثِة بنتهُم.! بعد دراسة عميقة لملَف حالِة جلوريا و الأحداث كُلها، إكتشفوا إن جِلد جسمها كُلُه كان مدهون بمادِة ال DMSO أو ثُنائي ميثيل السلفون، اللي كانِت كريم لعلاج لسرطان عُنُق الرَحِم نَصَح بيه الدكاترة في الستينيات، و بسبب حالِتها تم تصنيفها مادة سامَّة سنة 1965. المُصيبة إن المادة دي لما عملوا تجارب بيها على الفِئران، إكتشفوا إنها ممكن تفقِد البصر، بس كده؟ لا طبعًا، ده أبحاث تانية أثبَتِت إن المادة دي مع إختلاطها بالأكسجين بينتُج عنها غاز “كبريتات ثُنائي الميثيل”.. اللي بيعمل إيه بقى؟! بيدمَّر خلايا العيون و الرئتين و الفَم. و لو دخل الجِسم بيسبب تشنُجات و هذيان و شلل، زي ما حصل للزُملا اللي في المستشفى. الغريب؛ إن في أول القِصة، الأطِباء كانوا الطرف اللي يصعَب عليك، إصابات و حالِة زُعر و جَهل بشيء هُما أهل ليه، و في نُص القِصة لما الأمور بدأِت تِوضَح، أصابع الإتهام إتجَهِت للمريضة أو (المُتوَفيَة) عشان إتسبِبِت في كل الرُعب ده، و يِرجع أهل العِلم يكتشفوا الحقيقة و التعاطُف يتحوِل للمريضة اللي هي المُتهمَة، و تلِف أصابِع الإتهام و التقصير على أهل العِلم أو الضحية السابقة.. فِ حالة من أغرب و أكثر الحالات الصحية غموضًا في التاريخ.!
  • Language Arabic
  • Subtitles Arabic
  • Audio Languages Arabic
  • Run Time 4:58
  • Release Date 30 Sep, 2023